العقل الباطن … صندوقك الأسود
العقل الباطن … صندوقك الأسود
العقل الباطن هو الوعاء الذي يجمع كل ما أدخله الإنسان إليه من أفكار وتجارب سلبية ومشاعر الحقد والكره
وأيضا أفكار إيجابية ومشاعر جميلة وذكريات مليئة بالحب والود…
إن اللؤلؤة المدفونة داخل النفس البشرية تحتاج من يكتشفها، فالغوص في أعماق النفس البشرية يكشف لنا
الكثير من الاسرار.
إن العقل الباطن من اقوى الاسلحه الموجودة على الاطلاق
“العقل الباطن” جملة يرددها كثيرون، مستندين بها إلى تصرفات وكلمات وإشارات تصدر منهم، من دون أن يدروا
من أين جاءت وكيف خرجت منهم
هناك أمور عدة تحصل مع أشخاص لا يستطيعون ترجمتها أو تفسيرها، مثل الاستيقاظ من النوم مبكرا على غير العادة،
كأن أحدا ما أيقضك ليذكرك بأمر معين، أو عدد المرات التي نسيت فيها اسماً لشخص أو بلد أو مكان ولم تستطع تذكره، ولكن فجأة وأنت منشغل بأمر آخر لا علاقة له بذلك الاسم، تتذكره وكأن أحداً أخبرك به.
إن كثرة التأكيد على فكرة معينة في العقل الباطن يؤدي لانتشارها وتأكيدها فيعطيها روحا ووجودا
كيف يمكن التعامل مع العقل الباطن
أي معلومة تنفذ إلى العقل الواعي عن طريق مداخل المعلومات (الحواس الخمس) تؤثر على العقل الباطن ويأخذها
كما هي دون زيادة أو نقصان وذلك لأن العقل الباطن لا يستطيع الاختيار ولا يمنطق الاشياء بل يتقبلها كما هي في العقل اللاواعي (وهنا تكمن خطورة الموضوع) العقل الباطن لا يستطيع أن يختار بين الصح والخطأ ويأخذ الأفكار كما هي من العقل الواعي سواء كانت صحيحة أم خطأ….
إن العقل الباطن هو مركز التحكم في الأحاسيس والشعور والتصور والذاكرة وهو مركز حفظ ما ترسمه من خيال
عن الماضي والحاضر والمستقبل سواء كان في الخير أو الشر كما هو .
جميع الأفكار والأفعال الغريزية يتم تخزينها في العقل الباطن، بالتالي هو يعلم ويعرف كل نقاط الراحة الخاصة بك
ويعمل على إبقاءك فيها.
هذا يعني أنك عندما تحاول القيام بأمر جديد لم يسبق أن تعرف العقل الباطني عليه، سوف تشعر بعدم راحة ومشاعر
غريبة، وسيحاول عقلك الباطن دفعك إلى منطقة الراحة الخاصة بك. لتجربة ذلك، حاول التفكير بالقيام بأمر خارج عن
المألوف لديك، سوف تشعر بمشاعر التوتر وعدم الراحة!
العقل الباطني وسبل الراحة
بالطبع هذا لا يعني أنه عليك البقاء بمنطقة الراحة المحددة لك، وعلى الرغم من قوة تأثير العقل الباطني على حياتك، عليك مواجهته وتجربة أمور جديدة، فمع مرور الوقت والتكرار، تصبح هذه الأمور الجديدة مناطق راحة أيضًا.
في سياق آخر، وبما أن العقل الباطن يعمل على تخزين كل الأمور التي تقوم بها منذ لحظة الولادة، من الممكن أنه
قام بتخزين معلومات حول حادثة مؤلمة مررت بها، إلا أن الوعي لديك عمل جاهدًا لفقدان هذه المعلومات، بالتالي
أنت لا تذكرها، إلا أنها مخزنة في عقلك الباطني ويمكن ان تطفو على السطح اذا رأيت حادث مماثل.
ان الخلل الداخلي وتحدثك مع نفسك بسلبية يبعث رسائل وإشارات سيئة الى العقل الباطن مثل: أنا خجول، أنا
ضعيف، أنا ذاكرتي ضعيفة جداً، أنا لا أستطيع إنقاص وزني، أنا لا أستطيع التحدث أمام الجمهور، أنا شكلي غير جذّاب، فتصبح جزءاً لا يتجزأ من اعتقاداتك القوية، وبالتالي تؤثر على احاسيسك وتصرفاتك، وسلوكك.
ان صحة الانسان او مرضه مرتبطة ارتباط وثيق بالصور والتخيلات التي تعطيها وتؤثر على عقلك الباطن، فاذا اثرت
عليه–اي عقلك الباطن – سوف تأتيك افكار وتخيلات الصحة بدلا من افكار وتخيلات المرض.. وسيبقى لك دوما
جسما صحيحا معافى من العلل والامراض.
ان معظم الامراض تبدأ من العقل الباطني، والسبب هو الخوف من المرض او عدم المقدرة على منع المرض
.ان العقل الباطن يقبل إيحاءات العقل الواعي الظاهر وبصفة خاصة الايحاءات الممزوجة بالعواطف.
يقول فولتير: «يمكن مقاومة الجيوش ويستحيل مقاومة الافكار».
بامكانك ان تتخيل او تتصور الصحة والعافية حتى تشعر بها، ولا تفكر ابدا كيف يقوم عقلك الباطن بهذه الاستجابة
وينفذها، لان هذا الامر من اختصاصه بالطريقة المبدعة التي خلق بها، دعه يعرف فقط ماذا تريد، واسأله ان يحققه
لك. فالناس يحصدون ما يزرعون فاذا اردت المحبة من الناس فأعطي اولاً المحبة لنفسك.
اذا اردت ان تستكثر من الخير فكر بالخير.. وركز بقوة على صورتك العقلية وعلى ما تريده، وليس على ما لا تريد.
ابتعد عن افكار القلق والخوف ولا تخف من اي شيء لان شعور الخوف كالمغناطيس «ما تخافه يأتيك».
أنصحك بقراءة المقال التالي بعنوان: الطب والصحة هل هما مترادفان أم مختلفتان